-->

تدريب على المقال الأدبي (1) - الشعر الوطني

تدريب على المقال الأدبي - الشعر الوطني


الموضوع : لئن كان شعر الشابي الوطني يزخر بالمعاني الوطنية فإنه قد تضمن قيما إنسانية هيأت له أسباب الخلود .

المعطى : قام على تركيب (لئن => فإنه) يدل ذلك على الموازنة أو التوازن بين فكرتين أساسيتين في شعر الشابي الوطني :
*البعد الوطني (شعر يزخر بالمعاني الوطنية)
*البعد الإنساني (يتضمن قيما إنسانية مطلقة)

المطلوب : هو تحليل الفكرتين و دعمهما بشواهد دقيقة من شعر الشابي .


تقسيم الموضوع :
المقدمة :
كان الإستعمار الغربي للبلاد العربية في مطلع القرن العشرين قادحا (سببا) لظهور الشعر الوطني و يعد الشابي من أبرز الشعراء الوطنيين و كان شعره يزخر بالمعاني الوطنية و يتضمن قيما إنسانية هيأت له أسباب الخلود فماهي المعاني الوطنية التي ذكرها الشابي في شعره و ما هي القيم التي تغنى الشاعر بها و أكسبت شعره طابعا إنسانيا ؟


الجوهر :
يزخر شعر الشابي بالمعاني الوطنية حيث تواترت فيه مجموعة من المشاعر و المواقف الوطنية التي طرحها الشاعر نحو الشعب التونسي و المستعمر الفرنسي و الوطن .
محاورة الشعب التونسي و نقد أخطائه شكل محورا ثابتا و مضمونا أساسيا للقول الشعر عنده حيث دعا الشاعر الشعب التونسي إلى التحرر من حالة الجمود و السلبية و العجز و الضعف و مواجهة المستعمرالفرنسي .
رغب الشابي الشعب التونسي في قيم الثورة و الحرية و التمرد على قيود المستعمر الفرنسي يقول في هذا السياق :
"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر" 
نقد الشاعر المستعمر الفرنسي ففضح أفعاله و أعماله العدوانية و إستبداده و ظلمه للشعب التونسي مهددا إياه بثورة الشعب في المستقبل .
في صميم رسالة الشاعر الوطنية فهو يسعى إلى غرس الوعي الوطني في أفراد الشعب بالكشف عن ممارسة المستعمر العدوانية نحوه . يقول اشابي في هذا الإطار ناقدا المستعمر .
 "ألا أيها الظالم المستبد *** حبيب الظلام عدو الحياة
سخرت بآنات شعب ضعيف *** و كفك مخضوبة من دماه"
لا تنحصر المعاني الوطنية في نقد صورة الشعب و صورة المستعمر بل تجاوزها الشاعر إلى التعبير عن مجموعة من المشاعر الوطنية كإبراز عشقه للوطن و قوة إرتباطه الوجداني و العاطفي به و كراهيته للمستعمر و نقمته عليه و إستعداده للتضحية و الموت في سبيل الوطن كما عبر الشابي أيضا في باب المشاعر الوطنية عن حزنه و معاناته بسبب ما لحق تونس من أذى على يد المستعمر يقول في هذا الإطار :
"لا أبالي و إن أريقت دمائي فدماء العشاق دوماً مباحة"
لكن الشاعر في بعض الأحيان تجاوز الوطنية الضيقة ليحلق في آفاق الإنسانية فأين يظهر البعد الإنساني في شعره الوطني ؟
يتجلى هذا البعد الإنساني من خلال عناوين بعض القصائد التي إختارها الشابي كما هو الحال في قصيدته يا إبن أمي التي كانت رسالة موجهة إلى كل إنسان أو قصيدته إلى طغاة العالم التي كانت بدورها رسالة موجهة إلى كل الطغاة في تاريخ البشرية .
ضمن الشابي شعره الوطني كثيرا من الحكم التي أكسبت شعره طابعا إنسانيا يتجاوز حدود الزمان و المكان : إن تواتر الحكمة في شعر الشابي و في مختلف قصائده تعمق هذا البعد الإنساني في شعره .
تغنى الشاعر بمجموعة من القيم الإنساني المطلقة التي حطمت حواجز الزمان و المكان كقيمة الحرية و الثورة و الحق و العدالة و الإرادة الإنسانية يقول مذكرا الإنسان بقيمة الحرية من قصيدته يا إبن أمي :
"فمالك ترضي بذل القيود *** و تحني لمن كبلوك الحياة؟"
وظف الشابي في شعره بعض الصور و المعاني الطبيعية التي ترمز إلى هذه القيم الإنسانية فكانت الحقول رمزا لقيمة الحرية و كانت العواطف رمزا لقيمة الثورة و القوة و كانت الجبال رمزا لمعاني الكرامة و الرفعة فيقول الشاعر في هذا المقام :
"و من لا يحب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر"
إن التغني بهذه القيم الإنسانية و الترغيب فيها و الحث على الإتصاف بها أكسب شعر الشابي طابعا إنسانيا بل كان عاملا مباشرا في تخليد شعره في وجدان الأمم و الشعوب بل في الذاكرة الإنسانية .


التأليف :
على هذا النحو فإن المتأمل في شعر الشابي يدرك أن الشاعر تجاوز المعاني الوطنية إلى المعاني الإنسانية و هذا ما يبرز خلود هذا الشعر رغم تحرر الشعب التونسي من قيود الإستعمار .

الخاتمة :
مزج الشابي بين المعاني الوطنية و المعاني الإنسانية في شعره و هو ما أكسب شعره ثراء مضمونيا فهل نجد في شعر أحمد شوقي الوطني هذه النزعة الإنسانية ؟

إضغط لإضافة تعليق