شرح قصيدة ليت هندا - عمر بن أبي ربيعة

التأطير :
تقديم : قصيدة في غرض الغزل الإباحي (غزل صريح) و هو غزل ظهر في مدن الحجاز حيث إنتشرت مجالس اللهو و الشرب في ظل مجتمع عربي مترف و إنصرف شعراء هذا الإتجاه الغظلي إلى تعداد قيم المرأة الجمالية و تصوير المغامرات الغرامية و قد تقلد عمر بن أبي ربيعة زعامة هذا الإتجاه و هو شاعر قريشي جمع بين جمال الصورة و بين الوجاهة الإجتماعية و قد اقتطفت هذه القصيدة من ديوانه فما هو موضوعها ؟

الموضوع : يتغزل الشاعر (عمر بن أبي ربيعة) بهند كاشفا عن محاسنها و نفسيتها .

الوحدات : المعيار : يمكن أن نقسم هذا النص حسب تواتر أنماط الخطاب فيه إلى 3 مقاطع :

1. السرد (حكاية الأفعال) : من 1 إلى 2
2. الحوار (حكاية الأقوال) : من 3 إلى 6 و من 11 إلى 12
3. الوصف (حكاية الأحوال) : من 7 إلى 10

الشرح التفصيلي :

المقطع الأول :

أنجزت ┏

وعدت  ┃

             ⇇ أفعال مسندة للمعشوقة (هند)

شفت    ┃

إستبدت ┗ 

تشترك الأفعال المسندة لهند للتعبير عن تمنعها عن الشاعر (عمر بن أبي ربيعة) فهي لا تجود عليه بالوصال و تماطله و تتلاعب بعواطفه .

لا ينبع هذا التمنع من حرص المعشوقة على عرضها أو من خوفها من سلطة المجتمع و إنما ينبع مما تمارسه على الشاعر من إغراء و دلال حتى تعمق رغبته فيها .

الوصال الحسي و الإلتذاذ به هو شفاء لنفس العاشق المريضة .

المقطع الثاني :

ورد في القصيدة متنوعا و متعدد الأطراف مما يضفي عليها ترافة و حركية و حبوبية و قد ورد على شكلين : 

*حوار بين هند و جاراتها

*حوار بين هند و الشاعر (عمر بن أبي ربيعة)

تبدو المعشوقة من خلال أقوالها شخصية معتدة بنفسها مغرورة حيث تضخم لديها الشعور بالجمال .

تبدو علاقة الجارات في الظهر قائمة على التودد و التحبب و الإستلطاف لكنها في الباطن قائمة على الغيرة و الحسد .

يبدو الشاعر (عمر بن أبي ربيعة) خبير عالمً بعالم الأنثى المجهول و ما يدور فيه من تنافس و غرور و غيرة و حسد و قد تولدت هذه الخبرة عنده من كثرة تجاربه و علاقاته الغرامية مع النساء .

غادة : المرأة الشابة و ناعمة الجسد

تجلوه : جلى الأمر أظهره و أبانه

الأقاح : نوع من الزهور البيضاء

البرد : حبات المطر المتجمدة 

الحور : إشتداد سواد العين في إشتداد بياضها 

القيض : إشتداد الحر

الصرد : إشتداد البرد

المقطع الثالث :

أساليب الوصف : *الجمل الإسمية الوصفية

                      *بعض الأفعال الوصفية : لا يفتر ، تجلوها ..

                      *الإستعارة

                      *أسلوب التقابل و مكوناته :القيض ≠ الصرد 

                                                        باردة ≠ سخنة

قام الوصف على التدرج من المجمل إلى المفصل : من وصف الجسد إلى وصف الوجه إلى وصف الأسنان و العينين .

يعدد الشاعر جملة من محاسن المعشوقة و قيمها الجمالية فيذكر نعومة الجسد و بياض الأسنان و حور العينين .

تعكس صورة هند الجمالية ذوقا جماليا عربيا يحدد من خلال مقاييس و معايير متواترة في المدونة الغزلية الإباحية . تصوير المعشوقة تصويرا حسيا يعد من أهم خصائص الغظل الإباحي و يعكس إحتفال الشاعر بالجسد و تطلعه إلى الإلتذاذ به . يسعة عمر من خلال هذا الوصف الحسي للمعشوقة إلى الإستمتاع و الإلتذاذ بالجمال في صورته الحسية الواقعية كما جسدتها هند في القصيدة .