تدريب على المقال الأدبي - الغزل العذري

الموضوع : يقول أحد الدارسين "بقدر ما كان جميل في غزله العذري متحديا و قويا في مواجهة المجتمع البدوي بقدر ما بدا ضعيفا و منكسرا أمام عاطفة الحب و الحبيبة "

• حلل هذا الرأي مدعما إياه بشواهد دقيقة من غزل جميل العذري .

المعطى :

التوازن بين فكرتين :

1. مظاهر القوة في غزل جميل في علاقته بالمجتمع البدوي .
2. مظاهر الضعف في غزل جميل في علاقته بالحب و الحبيبة .

المطلوب : تحليل الفكرتين و دعمهما بأمثلة دقيقة من غزل الشاعر .

تقسيم الموضوع :

المقدمة :

*نحتاج فيها إلى تمهيد و هو فكرة عامة يتنزل الموضوع في إطارها . بسط الموضوع و يكون بإيراد نص الموضوع (المعطى) طرح الإشكالية أي ضبط محاور الإهتمام في الجوهر .

مثال :

يصور الغزل العذري تجارب الشعراء العاطفية و يترجم مشاعرهم و أحاسيسهم و يعد جميل بن معمر خير من يمثل هذا الإتجاه العذري في الغزل و بقد ما كان في غزله قويا و متحديا في مواجهة المجتمع البدوي بقدر ما بدا ضعيفا و منكسرا أما عاطفة الحب و الحبيبة . فماهي مظاهر القوة و الضعف في غزله ؟

الجوهر :

العنصر الأول : مظاهر القوة في مواجهة المجتمع البدوي 

*لاح الشاعر (جميل بن معمر) في غزله العذري على قدر كبير من القوة و التحدي في مواجهة المجتمع البدوي المحافظ بضوابطه الأخلاقية الصارمة و يبدو ذلك من خلال التغزل بالحبيبة و التصريح بإسمها في شعره متحدياً بذلك رموز المجتمع البدوي كالوشاة و الرقباء و الأعداء و متحدياً كذلك الأعراف و العادات و التقاليد البدوية .

*بدا الشاعر قويا و متحديا لرموز المجتمع البدوي حيث أعرض عن نصح اللائم و تحدى الواشي و أصر على إستمرار تجربته العاطفية رغم حرمانه من الوصال و رغم ما يواجهه من صعوبات و عراقيل . و يقول جميل في هذا السياق :

"فما زادها الواشون إلا كرامة عندي"

*إعتبار الشاعر الحب قربا من الجهاد العاطفي و النفسي الذي يتطلب قدرة كبيرة على التحمل و الصبر و الإصرار على الإستمرار في تجربة الحب يقول في هذا الإطار :

"و أي جهاد غيرهن أريد"

العنصر الثاني : مظاهر الضعف

*إعتباره الحب إبتلاء و قضا و قدر لا مهرب منه فهو مستسلم لمشيئة الحب و خاضع لسلطان الهوى على قلبه .

*إن الحب في تصور الشاعر قدر لا يستطيع التخلص أو الهروب منه و يقول في ذلك :

"فقلت فيها قضى الله ما ترى"

*هيمنة الشكوة على خطاب الشاعر و هي الشكوى من آلام الحب ومن تمنع الحبيبة لذلك تلوح صورة الشاعر في صورة العاشق المتوجع الذي تغلب عليه المعاناة و البكاء و اللوعة يقول في هذا السياق :

"أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها"

*من مظاهر الضعف ما يبديه الشاعر (جميل بن معمر) من تذلل و إستعطاف للحبيبة و رغبة في تحقيق الوصال معها حتى كاد يشرف على الجنون و الهلاك بسبب العشق .

*حاجة الشاعر إلى السند البشري (الخليلين) و حاجته إلى السند الإلاهي يكشفان عن حالة الضعف و العجز و اليأس التي بلغ أقصاها .

التأليف :

على هذا النحو بدا جميل في غظله متأرجحا بين صورتين بين صورة العاشق القوي في تحديه للمجتمع البدوي وعانده و إصراره على إستمرار التجربة العاطفة و بين صورة العاشق الضعيف المستسلم لمشيئة الحب و الخاضع لإرادة الحبيبة 

الخاتمة :

لئن فشل الشاعر في تجربته العاطفية فإنه قد نجح في التعبير عن عاطفته و التأثير في المتقبل لإنه صور حبا صادقا متعففا . فهل يكون عمر بن ابي ربيعة بنفس ملامح الضعف و الإنكسار أمام الحبيبة ؟