شرح قصيدة مغامرة - عمر بن ابي ربيعة

التأطير :
التقديم : لقد جمع عمر في غزله الإباحي بين فن الشعر و فن القص فتحولت بمقتضى ذلك قصائده إلى سرد لقصص و مغامرات عاطفية توفرت فيها كل العناصر القصصية كالأطر الزمانية و المكانية و تحديد الشخصيات و بنية الأحداث القائمة على التأزم و الإنفراج و ضمن هذا السياق يرد النص الشعري الغزلي المنتخب من ديوان عمر بن ابي ربيعة .

الموضوع : يسرد الشاعر (عمر بن أبي ربيعة) في هذه القصيدة أطوار و أحداث مغامرة غرامية

الوحدات : المعيار : يمكن أن نقسم هذا النص حسب البنية السردية إلى 3 مقاطع 

1. وضع البداية : من 1 إلى 5 : تأطير المغامرة و إستعداد الشاعر (عمر بن أبي ربيعة) لإنجازها و إنجاحها
2. سياق التحول : من 6 إلى 27 : أطوار المغامرة و مرحلة التأزم
3. وضع الختام : من 28 إلى 30 : مرحلة الإنفراج

الشرح التفصيلي :

المقطع الأول :

قام هذا المقطع على السرد كنمط خطاب يتخلله شيء من الوصف و قد نهض السرد بوظيفتين :

*وظيفة تأطيرية : تحديد إطار زماني و مكاني لأحداث المغامرة إيهاما بواقعية القصة : 

الزمان : ليلة / المكان : ذي دوران

*الكشف عن صورة الشاعر من خلال جملة من الأفعال المتعلقة به : بت أنظر أحاذر فقدت نفظت و هي أفعال تشترك في الدلالة عن مظاهر إستعداد الشاعر لخوض المغامرة الغرامية :

-إختيار الليل إطار زمني للمغامرة للتستر بظلامه و تجنب أعين الرقباء .

-الحذر و مراقبة الأصحاب و غياب القمر كان عنصرا مساعدا على نجاح هذه المغامرة .

المقطع الثاني :

و هي مرحلة ترصد لقاء العاشقين و قد تحدد فيها :

*صورة المعشوقة بما أسنده لها من أحوال و أفعال و أقوال حيث بدت راغبة في وصال الشاعر و في الإستمتاع بالوصال الحسي معه رغم ما أبدته من تردد و خوف من السلطة و الرقيب .

*صورة الشاعر ملتذا بالوصال مع الحبيبة .

*بروز تأزم من خلال التحول في الزمان من الليل إلى الصبح و بروز شخصيات معرقلة (أهل الحي) و تدرج الحدث القصصي نحو التأزم من خلال الخوف من إنفضاح العاشقين .

المقطع الثالث :

تحقق الخلاص على يد شخصية مساعدة و هي شخصية الأخت و من خلال تنكر الشاعر في ثياب إمراة فتدرجت الأحداث من الأزمة نحو الإنفراج .

تميزت هذه القصيدة بأسلوب قصصي إشتمل على مظاهر التشويق و المفاجأة القصيية و يعد هذا الأسلوب سمة بارزة في غزل عمر تحول شعره بمقتضاها إلى سرد لقصص و مغامرات غرامية .

تضمنت هذه الغزلية صورة جديدة للعاشقين إتخذها الشاعر مدخلاً أو باب من أبواب الإفتخار بنفسه (صورة البطل المغامر الملتذ بوصال الحبيبة الحسي)