-->

شرح قصيدة إرادة الحياة - أبو القاسم الشابي

شرح قصيدة إرادة الحياة - أبو القاسم الشابي

التأطير :
التقديم :
قصيدة وطنية ذات طابع إنساني منتخبة من الأعمال الكاملة ديوان أغاني الحياة للشاعر التونسي المعاصر الشابي و يندرج النص ضمن محور الشعر الوطني .

الموضوع :
يدعو الشاعر (أبو القاسم الشابي) الشعوب و الأفراد إلى الإتصاف بإرادة الحياة لتحقيق الحرية و الكرامة الإنسانية .

الوحدات : المعيار : يمكن أن نقسم النص بالإعتماد على تنوع الخطاب بين العاقل و الغير العاقل :
  1. من البيت 1 إلى 5 : خطاب الكائنات .
  2. من البيت 6 إلى 9 : خطاب الربيع .
  3. بقية القصيدة : خطاب الشاعر .


الشرح التفصيلي :
طرفا الخطاب في هذه القصيدة : المتكلم و هو الشاعر (أبو القاسم الشابي) و المخاطب و هو الشعب و طبيعة المخاطب تراوح بين التخصيص و التعميم فهو الشعب التونسية و هو أيضا كل الشعوب المضطهدة في تاريخ البشرية 
تكتسب القصيدة من خلال طبيعة المخاطب فيها طابع إنساني مطلق
يحمل الشابي الشعب مسؤولية تعبير واقعه المتدهور (ولقع الظلم و الإستعباد و صنع واقع جديد في المستقبل واقع الحرية والكرامة الإنسانية)
جملة شرطية تلازمية
إذا = إسم الشرط
الشعب أراد الحياة = جملة الشرط
فلابد أن يستجيب القدر = جملة جواب الشرط
يقترن التركيب الشرطي بدلالته الزمنية على المستقبل أي أفعال جملة جواب الشرط تحقق في زمن المستقبل (إستجابة القدر، إنجلاء الظلام و إنكسار القيد) و يدل التركيب الشرطي على معنى التلازم أي تحقيق أفعال الجواب يرتمن بتحقيق أفعال الشرط .
إرادة الحياة هي طاقة نفسية تجسدها معاني القوة و الشجاعة و التحدي و مواجهة الشدائد و للإعلاء من قيم الحرية و تحقيق هذه القيم على أرض الواقع 
جملة الجواب الليل يرمز إلى ظلم المستعمر و قمعه للشعوب القيد هو قيد مادي و معنوي أيضا إستعباد الشعوب و الزج بأفرادها في السجون .
الإرادة الإنسانية فعل قاهر للمستعمر و الأقدار . يدعو الشابي الشعب إلى الإتصاف بإرادة الحياة لتحقيق الحرية و الكرامة الإنسانية بمواجهة المستعمر بشجاعة و تحدي و مسؤولية .
تواتر أسلوب الحكمة (في البيتين الثالث و الرابع) حيث نزع خطاب الشاعر نحو التعميم و الإطلاق بما يكسب خطابه نزعة إنسانية مطلقة (مخاطبة الإنسان مطلقا) .
ضمن الشاعر (أبو القاسم الشابي) الحكمة معجم الفناء و الموت (العدم ، تبخر ،إندثر) و هو معجم يعبر عن معنى فلسفي فالإنسان لا يكتسب معنى وجوده إلا إذا كان حرا كريما و حياته بلا حرية و لا كرامة تعادل الموت .
المعجم الطبيعي (البيتين السادس و السابع : الريح الجبال الشجر المطر...) وظف الشاعر سجلات الطبيعة و معاجمها للتغني بجملة من القيم الإنسانية من خلال إكساب الطبيعة دلالات رمزية فالرياح رمز لمعاني القوة و الثورة و الجبال رمز لمعاني الرفعة و السمو و السيادة.
يدعو الشاعر (أبو القاسم الشابي) من خلال المعجم الطبيعي إلى مجموعة من القيم الإنسانية التي تحقق كرامة الإنسان مثل الطموح و التحدي و الشجاعة و القدرة على مغالبة الشدائد و هو ما يكسب القصيدة طابعا إنسانيا .
أسند الشاعر إلى نفسه مجموعة من الأفعال عجت و ضجت أتركت أصغي و هي أفعال تشترك في التعبير عن إيمان الشاعر (أبو القاسم الشابي) بهذه القيم الإنسانية التي تحقق كرامة الإنسان و إنسانيته.

إضغط لإضافة تعليق