-->

شرح نص صادق - ميخائيل نعيمة

شرح نص صادق - ميخائيل نعيمة

التأطير :
الموضوع :
يرصد هذا النص مأساة صادق و تجربته القاسية في الحياة.

الوحدات : المعيار : يمكن أن نقسم هذا النص وفق ثنائية التأزم و الإنفراج :
  1. من السطر 1 إلى 10 : مرحلة التأزم : تفكير البطل في الإنتحار
  2. من البيت 11 إلى 31 : مرحلة الإنفراج : الإستقرار النفسي و الإجتماعي للبطل.
  3. بقية النص : عودة إلى التأزم : إقبال البطل على الإنتحار.
النص ذو بناء دائري مغلق يعكس مأساة البطل في الحياة و الوجود.


الشرح التفصيلي :
الحوار الباطني :
إطاره الزماني الليل و الليل ظلام يرمز إلى ظلمة نفسية البطل و سوادها و يعكس حالة من اليأس و الإحباط في هذا الحوار الباطني.
يجرد البطل من ذاته ذات يحاولها بإعتماد ضمير المخاطب أنت مما يعكس تصدع ذات البطل و إنهيارها.
تميز الحوار الباطني بمجموعة من الخصائص الفنية منها :
-أسلوب النفي (لم تستقر في عمل ما أنت لست بالكسول) و قد دل النفي على طلة العجز و الضعف و اليأس التي بلغها البطل : فعل المجتمع هو نفي لفعل البطل.
-أسلوب الإستفهام (لماذا يجافيك الناس ؟) و قد دل الإستفهام على حيرة البطل من وضعيته الإجتماعية و مصيره في الوجود.
كشف الحوار الباطني عن وجود و مظاهر من أزمة البطل و هي أزمة متعددة الأبعاد و منها :
-الأزمة الإجتماعية بإعتباره عاطلا عن العمل و معزولا و مهمشا في المجتمع الذي يرفضه و يحتقره و لا يتواصل معه (أنت صفر في حساب الناس)
-أزمة نفسية لاحت لنا من خلال شعور البطل باليأس و الإنكسار و الإحباط و هو ما حفزه إلى التفكير في الإنتحار.
-أزمة وجودية من خلال وعي البطل أن وجوده ضرب من العبث و أن حياته بلا عمل و لا هدف لا معنى لها لأنه إفتقد دوره الإجتماعي و إنسانيته و صارت حياته رديفا للموت.
يطرح الكاتب من خلال شخصية البطل صادق قضية إجتماعية حادة و عميقة في المجتمع العربي و هي قضية البطالة في صفوف الشباب و أثارها السلبية عليهم على المستوى النفسي و الإجتماعي و الوجودي .
تعلقت بصادق جملة من القيم و الفضائل الأخلاقية التي يختزلها إسم (الصادق) لكنه فشل في العثور على عمل يضمن له العيش الكريم : شخصية البطل شخصية مشكلية.

المقطع الثاني:
تحول في نمط الخطاب من الحوار الباطني إلى السرد الذي إنفتح على حوار ثنائي و قد رصد السرد و الحوار الثنائي جملة من التحولات منها:
-تحول في الزمان من الليل إلى الصباح فيه إيحاء بتحول البطل من حالة يأس إلى حالة من الأمل متوهما إنفراج أزمته.
-تحول من مرحلة التأزم إلى مرحلة شبه الإنفراج من خلال ظهور شخصية قصصية جديدة و هي شخصية المحامي التي توهم بإنفراج أزمة البطل الإجتماعية و النفسية.
-شخصية المحامي شخصية مبنية على تناقض بين ظاهرها و باطنها و هي تنطوي على قيم سلبية و لا تكرس معاني العدل و الإنصاف و الحق بقدر ما تكرس قيم الظلم و الكذب و الإعتداء . هي شخصية معرقلة للبطل عمقت أزمته النفسية و الإجتماعية و دفعت به إلى الإنتحار.
رمزية الإنتحار : إنتحار صادق في نهاية الأقصوصة هو رمز لإنهيار القيم الأخلاقية الفاضلة التي يجسدها البطل في مجتمع هيمنة عليه القيم السلبية و المادية.

إضغط لإضافة تعليق