-->

تدريب على المقال الأدبي (1) - الغزل الإباحي

تدريب على المقال الأدبي (1) - الغزل الإباحي


الموضوع : إن المتأمل في الغزل يدرك على الفور ذلك التناقض القائم بين صورة العاشق العذري و العاشق الإباحي في علاقتهما بالمرأة .

  • حلل هذا الرأي مدعما إياه بشواهد دقيقة من غزل جميل و عمر .
الفهم : إبراز المعطى يقوم لى فكرة جوهرية تبين التناقض أي الإختلاف و التقابل بين الغزل الإباحي و الغزل العذري و حصر هذا التقابل في صورة المرأة و علاقة الشاعر بها .

المطلوب : التحليل و الدعم بشواهد .

تقسيم الموضوع :
المقدمة :
إن الإختلاف بين المجتمع البدوي المحافظ و المجتمع الحضري المتحرر أفرز إتجاهين مختلفين في الغزل لذلك فإن المتأمل في الغزل يدرك على الفور ذلك التناقض القائم بين صورة العاشق العذري و العاشق الإباحي في علاقتهما بالمرأة فأين يبرز هذا التناقض بين الشاعرين في علاقتهما بالمرأة ؟



الجوهر :
إختلف الغزل العذري في مضامينه الشعرية عن الغزل الإباحي و قد برز هذا الإختلاف خاصة في صورة الحبيبة و علاقة الشاعر (جميل بن معمر) بها . فقد بدت صورة الحبيبة (بثينة) في الغزل العذري صورة موسومة بالمحافظة و الإنقياد لسلطة المجتمع البدوي بأعرافه الإجتماعية الصارمة في حين بدت المعشوقة في غزل عمر إمرأة جريئة و متحررة بل متحدية لتقاليد المجتمع و نضمه الأخلاقية يقول جميل مخبرا عن بثينة :
"لولا العيون التي ترى لزرتك ..."
يبرز هذا التناقض في الصفة الإجتماعية للمرأة المتغزل بها حيث لاحت بثينة وحيدة و معزولة إجتماعيا فلم يذكر لها الشاعر (جميل بن معمر) جارات أو صاحبات أما المرأة في غزل عمر فكانت على قدر من الوجاهة الإجتماعية محاطة بصاحباتها أو جواريها أو جاراتها أو إخوتها
"أبصرتها ليلة و نسوتها ..."
يظهر هذا الإختلاف بينا في علاقة شاعر الغزل بالمعشوقة فالشاعر العذري (جميل بن معمر) أهمل الجوانب الحسية و الجمال الجسدي فلم يحتفل به و لم يذكره على غزله لأنه كان يرى المرأة كيانا عاطفيا روحيا أما الشاعر الإباحي (عمر بن ابي ربيعة) فقد إحتفل في غزله بالجوانب الحسية الجمالية للمعشوقة فخصص مقاطع وصفية في غزله للتغني بمحاسن الحبيبة . يقول للتغزل و التغني :
"و لها عينان في طرفيهما حور ..."
يبرز التناقض أيضا في تطلع العاشق العذري إلى تحقيق الوصال مع الحبيبة و تحقيق الإلتذاذ المعنوي بهذا الوصال في حين يلتذ الشاعر الإباحي بالوصال الحسي و الإلتذاذ الحسي بالمعشوقة .
قام هذا الإختلاف أيضا في مستوى علاقة الشاعر بالمعشوقة فقد لاح جميل في صورة المحب الطائع المتذلل المستعطف كما لاح منكسرا ضعيفا أمام المعشوقة أما عمر فقد بدا ملتذا عابثا مع المرأة بل وجدناه أحيانا مترفعا عنها يرفض وصالها متخذا من هذه الصورة مدخلا للإفتخار بنفسه .
لقد كان جميل يحدثنا في شعره عن أعماقه و عن معاناته النفسية في علاقته بالمرأة نتيجة تعذر الوصال و إمتناعه في حين كان عمر يحدثنا في غزله عن أعماله و لهوه مع النساء فيسرد قصصه و مغامراته العاطفية معهن .

التأليف :
على هذا النحو بدت صورة الشاعرين في الغزل العذري و الإباحي محكونة بالتقابل و الإختلاف و قد ساهم المجتمع في تكريس و تعميق هذا التقابل .

الخاتمة :
قام الغزل العذري على التقابل و الإختلاف مع الغزل الإباحي و يبرز هذا التقابل في المضامين الغزلية و تحديدا في علاقة الشاعر بالمرأة . فهل نجد هذا التقابل قائماً في مستوى الأساليب الشعرية لدى الشاعرين ؟

3 $type={blogger}

إضغط لإضافة تعليق